ما المفاجآت التي يحملها عام 2022 لأسواق المال؟

© Reuters. ما المفاجآت التي يحملها عام 2022 لأسواق المال؟
يأتي كل عام مع تغيرات خلاف تلك المتوقعة ، لكن عام 2021 كان مليئاً ، لذلك سلطت مجلة “ذي إيكونوميست” الضوء على بعض التطورات التي فاجأت المستثمرين والشركات والمحللين هذا العام، وما تعنيه لعام 2022.
اضطرابات سلسلة الإمداد
قال بول سامويلسون، الاقتصادي الحائز على جائزة نوبل، مازحاً ذات مرة أن سوق الأسهم تنبأ بتسع حالات ركود من أصل خمسة في الماضي.
كان من الممكن توجيه اتهامات مماثلة إلى المحللين القلقين بانتظام بشأن الاضطرابات الرئيسية في سلسلة الإمداد حتى الآن، خصوصاً أن ظهور الوباء في بداية عام 2020 كان خالياً بشكل لافت للنظر من الأزمات الخطيرة، بخلاف حقيقة أن المعروض من معدات الحماية الشخصية كان قليلاً لبعض الوقت.
وعلى النقيض من ذلك، تميز عام 2021 بنقص واسع النطاق وارتفاع التضخم الناتج عن المعروض.
لم تساعد الاضطرابات في المصانع والموانئ في الصين وجنوب شرق آسيا، مدفوعة بجهود الحكومات لقمع تفشي كوفيد-19، في حل الأمور، لكن يمكن أن يُعزى نصيب الأسد من الاضطرابات إلى الطلب الهائل على المنتجات المادية، فقد ارتفع الإنفاق على السلع المعمرة بنسبة 34% في الولايات المتحدة منذ بداية عام 2020، مقارنة بزيادة تقترب من 4% على الخدمات.
ومع انحسار الوباء، يجب أن تضيق تلك الفجوة، لكن سلاسل الإمداد قد تستمر في المعاناة لبعض الوقت بالنسبة لمعايير ما قبل الجائحة.
الأسواق الصينية تنقلب رأساً على عقب
انقلب نظام الأسواق المالية الصينية رأساً على عقب في عام 2021، وخلال أفضل جزء من العقد الزمني، طالب المستثمرون بإمكانية وصول أكبر إلى الأصول الصينية، مع اعتبار قطاع التكنولوجيا المزدهر في البلاد جذاباً بشكل خاص، لكن الحملة التنظيمية في عام 2021 تركت مؤشر “إم.إس.سي.أي تشاينا تك 100” لأسعار الأسهم منخفضاً بنحو الثلث منذ بداية العام.
كما انخفض سعر سهم عملاق التجارة الإلكترونية “علي بابا” بنحو 50% خلال نفس الفترة.
لطالما كان “China Evergrande Group (HK:)”، وهو مطور عقاري ضخم، الرمز الأكثر تطرفاً لقطاع العقارات عالي الاستدانة في الصين، فقد تعثر عن السداد في عام 2021 في ظل مواجهة جهود حكومية لخنق اقتراض المطورين.
وتعتمد طريقة استمرار الحملات التنظيمية على سياسة الصين المبهمة، والتي سيهيمن عليها الحزب الشيوعي بحلول نهاية عام 2022، لكن ابتزاز قطاعي التكنولوجيا والعقارات أوضح أن أداء الاستثمار في الصين لا يزال من الممكن أن يتغير كلياً إذا تغير مزاج الحكومة.
منجم الأرباح
توقع المحللون والمستثمرون انتعاشاً في الأرباح في عام 2021 بعد كل شيء، وبالكاد كان من الممكن أن تكون الأمور أسوأ مما كانت عليه في العام الماضي، لكن حجم الانتعاش تجاوز كل التوقعات تقريباً.
في أواخر ديسمبر 2020، كان توقع الإجماع هو زيادة أرباح السهم في مؤشر الأسهم الأمريكية “ستاندرد آند بورز 500” بنسبة 22% في عام 2021.
لا يزال يتعين الإعلان عن أرباح الربع الرابع، لكن تقديرات نمو العام ككل تبلغ الآن 45%، وهو ما يعتبر أقوى حتى من الـ 40% المسجلة في 2010، بعد الأزمة المالية العالمية، وهذا يعود جزئياً إلى التعافي الاقتصادي الأسرع من المتوقع، حيث تجاوزت أرباح الشركات ليس فقط مستوياتها في عام 2020 بل أيضاً مستويات عام 2019.
هذا الأمر يضع أسواق الأسهم في مكان أكثر صعوبة مع بداية عام 2022، فقد يكون بعض الانتعاش الاقتصادي الذي كان متوقع مسبقاً للعام المقبل قد حدث بالفعل.
ويتوقع المحللون ارتفاعاً طفيفاً في أرباح الشركات المدرجة ضمن مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” بنسبة 9%، كما أن التغلب على التوقعات بهامش كبير مرة أخرى العام المقبل سيكون مهمة صعبة.
التمويل الأخضر
أصبح المدراء التنفيذيون والمستثمرون الذين يحرصون على الظهور بمظهر صديق للبيئة موضع سخرية في بعض الأحيان في الأعوام الأخيرة، وكان يُنظر إلى التمويل الأخضر بشكل عام بشك، لكنه شهد تطورات ملموسة في عام 2021.
لقد أغرقت السندات الحكومية الخضراء السوق، حيث أصدرت 20 دولة على الأقل مثل هذه السندات خلال العام الجاري، كما أصدر الاتحاد الأوروبي أول سنداته الخضراء في منتصف أكتوبر، حيث باع ما قيمته 12 مليار يورو للمستثمرين المتحمسين.
ومع ذلك، ربما جاءت التطورات الأكثر إثارة للاهتمام من القطاع الخاص، حيث بلغ الاستثمار في الشركات الناشئة في مجال تكنولوجيا المناخ ما قيمته 60 مليار في النصف الأول من عام 2021، أي أكثر من ثلاثة أضعاف الاستثمار المسجل في الفترة نفسها من العام الماضي.
وكان هناك ارتفاع كبير في اهتمام المستثمرين بشركات السيارات الكهربائية، بداية من “تسلا” إلى “أمبريكس تكنولوجى المعاصرة”، وهي الشركة العالمية الرائدة في تصنيع البطاريات.
في غضون ذلك، خسرت شركة “إكسون موبيل” في مايو معركة بالوكالة ضد المستثمرين الناشطين، الذين صوتوا لمديرين أكثر مراعاة للمناخ لصالح تولي مجلس إدارة شركة البترول، كما أن شركات الكبرى تأتي ضمن الشركات التي تستكشف تقنيات الهيدروجين.