عاجل: الليرة تسقط وأردوغان يطلب الصبر .. من يمنعها عن الانهيار؟

© Reuters.
Investing.com – هل يحترق الاحتياطي النقدي دفاعا عن هبوط العملة.. معادلة صعبة وحربا طويلة قد يخوضها البنك المركزي التركي دفاعا عن الليرة التي تأن تحت وطأة الضغوط والتصريحات والتضخم.
بيد أنه حتى وإن توقف انهيار الليرة، كم سيكلف ذلك وإلى أي مدى قد يذهب المركزي في التنازل عن الاحتياطيات النقدية التي تؤمن الاحتياجيات الاستراتيجية في بلد كبير بحجم تركيا دفاعا عن الليرة.
عرض مستمر
تصريحات جديدة من الرئيس التركي بشأن الدفاع عن خفض أسعار الفائدة، دفعت الليرة قرب أدنى مستوياتها على الإطلاق بنهاية تعاملات أمس الأربعاء، وكأن الليرة تعيش في عرض مستمر من الضغوط.
وبينما تستهل تعاملات اليوم الخميس، بدى عليها علامات الضعف والوهن حيث يبدو أنها في طريقها صوب أدنى مستوياتها والتي تم تسجيلها في الثالث من ديسمبر الجاري.
ولكن يبدو أن الليرة التركية تتماسك كلما اقتربت من مستويات الـ14/ ليرة دولار، حيث أنها تتداول بين مستويات 13.74 ليرة / دولار ومستويات 13.9745 ليرة / دولار منذ نهاية نوفمبر الماضي.
أيام قليلة قبل اجتماع المركزي التركي الذي قد يشهد مفاجاة خفض جديد، او ربما قد يتمهل المسؤولون الأتراك ويلجأون إلى التثبيت لامتصاص مخاوف المستثمرين خشية من حدوث انهيار جديد
الليرة الآن
وتتراجع الليرة التركية خلال تلك اللحظات من تعاملات اليوم الخميس في حدود 0.65% وصولا إلى مستويات 13.7890 ليرة /دولار.
وانخفضت الليرة منذ بداية تعاملات ديسمبر الجاري وحتى لحظات كتابة التقرير في حدود 2.34%نزولا من مستويات 13.4732 ليرة/ دولار نهاية نوفمبر.
ومنذ بداية العام نزلت الليرة التركية من مستويات 7.432 ليرة /دولارنهاية ديسمبر 2020 إلى المستويات الحالية، لتسجل تراجعا بأكثر من 85.5% وتصبح أسوء عملات الأسواق الناشئة مقابل .
وفي المقابل ترتفع في تركيا خلال تلك اللحظات في حدود 0.7% وصولا إلى مستويات 790 ليرة / جرام، بزيادة بلغت نحو 6 ليرات للجرام الواحد.
وارتفعت أسعار الذهب في تركيا منذ بداية ديسمبر بأكثر من 21 ليرة للجرام، صعودا من مستويات 770 ليرة للرجام بنهاية نوفمبر الماضي.
بينما ارتفعت أسعار الذهب خلال 2021، من مستويات 454.121 ليرة / جرام إلى المستويات الحالية بنسبة 74% بزيادة بلغت قيمتها 336 ليرة في الجرام الواحد.
مستويات الـ14
ورغم التصريحات المستمرة في الأيام الأخير للرئيس التركي بشأن أسعار الفائدة والتي كانت دوما ما تضغط على أداء الليرة وتدفعه إلى مزيد من الهبوط، إلا أن الليرة يبدو أنها تصطدم دوما بجدار صلب عند مستويات الـ14.
ما الذي يمنعها إذا؟
ليس حلا سريا أو سحريا ما يمنع الليرة التركية عن الانهيار، فدائما ما تلجأ إليه الحكومات عند حدوث اختلالات أو تشوهات في أسعار الصرف، وذلك عبر تدخل البنك المركزي.
وأعلن البنك المركزي التركي منذ أيام تدخله المباشر في سعر النقد الأجنبي، مبررًا ذلك بأنه يحاول السيطرة على تشكلات أسعار الصرف غير الصحية.
وقال المركزي التركي في بيان صحفي إنه تدخل بشكل مباشر في السوق دعمًا للاتجاه البيعي لعملات النقد الأجنبية، لمنح المزيد من القوة لليرة التركية أمام الدولار الأمريكي .
وصرح الرئيس التركي أمس أن احتياطيات البنك المركزي التركي تُظهر أنه لا داعي للقلق.
وأصدر البنك المركزي التركي تقريره الشهري، عن أكتوبر، للاحتياطي التركي من النقد الأجنبي، وسيولة الصرف والتي ارتفعت 2.2% إلى 123.9 مليار دولار.
هل تصمد؟
قال بير هامارلوند، كبير إستراتيجيي الأسواق الناشئة في Skandinaviska Enskilda Banken:إن “التدخل عند ضعف الليرة يشبه محاولة وضع إصبعك لسد فجوة في سد” (في إشارة لضعف التأثير).
وأضاف كبير إستراتيجيي الأسواق الناشئة: “تأثير التدخل، دون تغيير في السياسة النقدية، سيكون مؤقتاً “.
وقال هامارلوند : “يعكس تراجع الليرة تضاؤل ثقة المستثمرين في صانعي السياسات في البلاد، فبتشجيع من أردوغان، خفّض البنك المركزي تكاليف الاقتراض بمقدار 400 نقطة أساس إلى 15% منذ سبتمبر، على الرغم من تسارع التضخم”.
وأضاف أن التضخم تسارع في نوفمبر للشهر السادس على التوالي، ليسجل أسرع وتيرة في ثلاث سنوات وهو ما يأتي أكثر من أربعة أضعاف الهدف الرسمي.
وقال هامارلوند عمق من أزمة الليرة زيادة المخاوف من تصميم الرئيس رجب طيب أردوغان على خفض تكاليف الاقتراض، وهو ما سيقوّض العملة، في ظل ارتفاع التضخم لمستويات قياسية.
الصبر على نموذج أردوغان
قال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أمس الأربعاء إنه ينبغي للأتراك أن يصبروا وأن يثقوا في النموذج الاقتصادي الجديد للحكومة الذي بموجبه يولي أولوية لنمو اقتصادي تقوده أسعار فائدة منخفضة.
وأضاف أردوغان متحدثا بعد اجتماع لمجلس الوزراء، إن زيادات الأسعار في تركيا سببها الجشع وارتفاع أسعار الاستيراد، مضيفا أنه لن يسمح بما سماها “الجريمة الكبرى” للاكتناز في أي مؤسسة.
وقال اردوغان إن تقلبات الأسواق المالية ستتوقف في نهاية المطاف وإن زيادات الأسعار الناتجة عن ارتفاع تكاليف الطاقة ستستقر قريبا، ودعا الأتراك الذين لديهم عملات أجنبية إلى الاستفادة من الفرص التي يتيحها نموذجه الاقتصادي الجديد.
وقال أردوغان الذي تعهد بالحفاظ على أسعار الفائدة منخفضة.”نحن نهدف لازدهار مستمر واستقرار مستمر، الأسعار التي ندفعها ستبررها المكاسب التي نحققها.”
وهبوط الليرة يقوده تيسير نقدي قوي يقول خبراء اقتصاديون وساسة معارضون إنه متهور، حيث تزامنا وارتفاع التضخم في تركيا إلى أعلى مستوى في ثلاث سنوات عند 21.3 % الشهر الماضي.
هل ينخفض التضخم
توقعت وكالة التصنيف الائتماني أن يرتفع التضخم في تركيا إلى 25% بنهاية 2021.
وقالت “فيتش” إنّ تعديل نظرة تركيا يعكس اتباع البنك المركزي سياسة التيسير النقدي قبل أن يحين أوانها.
وأشارت فيتش إلى أن تقييمها يعكس ضعف مصداقية السياسة النقدية وارتفاع التضخم وقلة السيولة الخارجية والمخاطر الجيوسياسية.
وعدلت وكالة “فيتش” للتصنيف الائتماني النظرة المستقبلية الخاصة بتركيا إلى “سلبية”، وأكدت تصنيفها عند “-BB”.
كما خفضت فيتش نظرتها المستقبلية المتعلقة بتخلف تركيا عن سداد الديون على الأمد الطويل إلى “سلبية” من “مستقرة”.
نظرة عامة على الأسواق: