استقالة وزير الإعلام اللبناني لتهدئة خلاف مع السعودية

© Reuters. وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي في مؤتمر صحفي لإعلان استقالته في بيروت يوم الجمعة. تصوير: محمد عزاقير – رويترز.
بيروت (رويترز) – استقال وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي يوم الجمعة قائلا إنه قرر تغليب المصلحة الوطنية على المصلحة الشخصية، وذلك في محاولة لتهدئة خلاف دبلوماسي مع فجرته تصريحات أدلى بها بشأن الحرب في اليمن.
وقال قرداحي إنه استقال قبل زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للرياض على أمل أن يساعد خلال الزيارة في تخفيف حدة الأزمة التي أشعلتها تصريحات المذيع اللبناني، الذي تحول إلى العمل السياسي، وانتقد فيها دور السعودية في حرب اليمن.
وطردت السعودية سفير واستدعت سفيرها في بيروت وحظرت الواردات اللبنانية بعد تصريحات قرداحي والتي قالت الرياض إنها مؤشر للقضية الأوسع المتمثلة في سيطرة جماعة حزب الله المدعومة من إيران على لبنان.
وتتنافس السعودية وإيران منذ فترة طويلة على النفوذ في المنطقة بما في ذلك لبنان الذي يعاني أزمة اقتصادية طاحنة ويحتاج بشدة إلى دعم مالي من مانحين إقليميين ودوليين.
وحذت دول خليجية أخرى، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة والبحرين والكويت، حذو السعودية بإجراءات مماثلة ضد لبنان.
وقال رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي في أعقاب استقالة قرداحي إن بيروت تتطلع لعودة العلاقات الطبيعية مع السعودية والدول الخليجية الأخرى.
وأضاف أن قرار قرداحي سيفتح الباب لحل الأزمة مع السعودية ودول الخليج داعيا كل الأطراف اللبنانية إلى تغليب مصلحة لبنان و”عدم الإساءة بأي شكل من الأشكال إلى الدول الشقيقة والصديقة أو التدخل في شؤونها”.
وكان قرداحي، وهو مسيحي ينتمي لتيار المردة المدعوم من حزب الله، قد رفض الاستقالة في الأسابيع التي تلت الأزمة حتى عندما طلب منه رئيس الوزراء نجيب ميقاتي تغليب “المصلحة الوطنية”.
وقال قرداحي في مؤتمر صحفي “فهمت من ميقاتي الذي قابلته قبل ثلاثة أيام بناء على طلبه أن الفرنسيين يرغبون في أن تكون استقالتي تسبق زيارة الرئيس ماكرون الى الرياض”.
وأضاف أنه يعتقد أن ميقاتي لديه ضمانات بأن الرئيس الفرنسي سيبحث العلاقات اللبنانية مع الرياض.
وفي تصريحات أدلى بها خلال زيارته للإمارات، قال ماكرون إنه يأمل في حدوث تقدم بشأن الأزمة اللبنانية في غضون الساعات المقبلة مضيفا أن بلاده ستبذل كل ما في وسعها لإعادة العلاقات مع دول الخليج لصالح لبنان.
وكتب الرئاسة اللبنانية على تويتر أن الرئيس ميشال عون وميقاتي قبلا استقالة قرداحي.
وقال كريم إميل بيطار رئيس معهد العلوم السياسية في جامعة القديس يوسف في بيروت إن استقالة قرداحي كانت محفزا أكثر من كونها سببا للإجراءات السعودية التي ذكر أنه من غير المرجح رفعها سريعا لأنها كانت مدفوعة بالصراع الإقليمي المستمر بين طهران والرياض.
وأضاف بيطار “هدفهم الأساسي هو قصقصة أجنحة حزب الله”.
ومضى قائلا “قضية قرداحي برمتها كانت عرضا جانبيا أظهر مرة أخرى أن لبنان ليس دولة ذات سيادة وأنه يدفع ثمن الحرب بالوكالة بين السعودية وإيران”.
وأشار ميقاتي أيضا إلى عزم حكومته تشديد الإجراءات “الكفيلة بضبط الحدود البحرية والبرية ومنع كل أنواع تهريب الممنوعات الذي يضر بأمن الدول العربية الشقيقة وخصوصيتها، لا سيما منها دول الخليج والسعودية بشكل خاص”.
(تغطية صحفية تيموز أزهري ومها الدهان وأحمد طلبة- إعداد رحاب علاء وأيمن سعد مسلم للنشرة العربية – تحرير أحمد صبحي)
Fusion Media or anyone involved with Fusion Media will not accept any liability for loss or damage as a result of reliance on the information including data, quotes, charts and buy/sell signals contained within this website. Please be fully informed regarding the risks and costs associated with trading the financial markets, it is one of the riskiest investment forms possible.